بعيدًا عن "هري" وتهويل ومبالغات أن داعش ما هو إلا مجرد صناعة أمريكية
لتقسيم المنطقة، وحواديت بعض الإعلاميين المصريين الذين يروِّجون لفكرة إن
الحرب على داعش وقلق الغرب منه "مجرد تمثيلية"، وبغض النظر أيضًا عن تجاهل
الحقائق الجيوسياسية التي تسببت في انتشار وتمدد داعش والذي شارك فيه
أطراف كثيرة في المنطقة سواء بالدعم غير المباشر أو إنكار وجود تنظيم
القاعدة وتنظيمات تكفيرية مماثلة منذ بداية الأزمة السورية، أو قمع السنة
في العراق بما زاد حلفاء داعش، أو تحول الصراع في سوريا إلى صراع طائفي
شاركت فيه إيران وحزب الله والسعودية والإمارات.
لن أتحدث في كل هذا ولكن سأتحدث قليلاً عن بعض صفات وخصائص الدواعش.
يشترك الدواعش وكل أصحاب الفكر التكفيري الجهادي في فكره الإقصاء وعدم الاعتراف بالآخر وتكفير المخالفين حتى الإسلاميين منهم واستحلال دماء الآخر واعتبار فكره هو الأصلح للبشرية فقط، بل ويزيد تنظيم داعش عن باقي التنظيمات الجهادية مثل القاعدة وغيرها بأنه يعتبر دمهم حلال طالما لم يبايعوا الخليفة أبو بكر البغدادي، فحتى المسلمون السنة الذين لم يبايعوا أبو بكر البغدادي هم كفار حتى ولو كانوا يشتركون في نفس الفكر الجهادي وفكرة الحاكمية.
ولكن مهلاً.. ما الفارق بين أبو بكر البغدادي وعبد الفتاح السيسي؟؟
أعتقد أنهما يشتركان في الكثير من الصفات، فعلى سبيل المثال يعتبر البغدادي وأتباعه أنه منقذ البشرية رغم كل ما يرتكب من مجازر، وكذلك السيسي يعتبر نفسه منقذ مصر وربما البشرية مستقبلا وإن الله هو الذي ألزمه بهذه المهمة العويصة.
يعتقد البغدادي وأتباعه أن فكرة ونظام دولته يجب أن يسود وأن هذا هو الإسلام، ويعتقد السيسي وأنصاره أنه هو الحقيقة المطلقة وأن كل ما يفكر فيه أو يقترحه أو يأمر به هو الصواب المطلق حتى لو كان هناك ملاحظات للمتخصصين.
يعتقد الدواعش أن الخروج على البغدادي أو الاعتراض على أي إجراءات أو حتى مناقشته هو فتنة.. والفتنة أشد من القتل.. والخروج على الحاكم "أو معارضته" لا تجوز شرعاً، ويرى السيسي وأنصاره أن المعارضة هي شق للصف وتفتيت للجبهة الداخلية وتخريب وخروج عن الإجماع والصالح العام.
لا يهتم البغدادي بأي نقد "من داخل الوسط الجهادي" لعمليات الذبح للمظلومين، ولا يهتم السيسي بأي انتقاد "من داخل النظام أو من المقربين" لتزايد القمع والحبس وتفصيل القوانين وكبت الحريات، فما يفعله السيسي دائمًا هو الصحيح وهو الضرورة وما يشرعه أو يوافق عليه من قوانين سيئة ومشبوهة هو الحق المطلق وعين الصواب.
الدواعش يعتبرون من ليس معهم كافرا حلالا دمه حتى ولو كان جهاديا يحمل نفس المشروع الإسلامي، ويعتبر السيساوية أن كل من ليس معهم فهو خائن وعميل ومتآمر ويجوز حبسه وقمعه سواء كان إخوانيا أو ليبراليًا أو أي شيء.
ولكن هل السيساوية هم فقط من يشتركون مع الدواعش في الصفات والخصائص؟
هل هناك فارق كبير بين الداعشية و"معظم" باقي فصائل الإسلام السياسي حتى المعتدل منه؟
هل الاختلاف في المشروع النهائي أو التوقيت أو التدرج ودرجة الدموية؟ أليست فكرة الحاكمية هي الأساس النظري لمعظم طوائف الاسلام السياسي حتى من يدعى الاعتدال؟ والفارق هو الأسلوب والتوقيت؟
هل كان هناك توافق ومشاركة لا مغالبة في عهد مرسي أم إقصاء وتخوين وأحيانا تكفير؟
حتى التيارات التي تدعي المدنية قديمة وحديثة.. أليس هناك بعض الداعشية بنسب مختلفة؟ هل يستطيع أحد الاختلاف مع الناصريين بدون تخوين له وتشكيك في وطنيته واتهامه بالعمالة للغرب؟ ويشترك في ذلك بعض اليسار.
هل تأييد الليبراليين للعسكر وللقمع والحبس وتخوين المعارضين والإقصاء له علاقة بأي ليبرالية؟
حتى الشباب للأسف تأثر كثيرا بهذا الفكر الإقصائي التكفيري الداعشي، ألم يختلف بعد الثورة شباب الثورة لحد التخوين في بعض الاوقات؟
هل كانت المجموعات التي ترفع شعارات "سلمية ماتت" متسامحة مع حركات اللاعنف؟ أم كان هناك تخوين واتهامات ببيع القضية والتخلي عن الثورة وكأن العنف هو الحل؟!
للأسف داخل كل واحد مننا نسبة دعشنة أو داعشية بدرجات متفاوتة نتيجة الحكم السلطوي الذي استمر لعقود وكذلك لانتشار الفكر الأصولي سواء كان فكر أصولي سلطوي أو ديني او حتى علماني.
لن أتحدث في كل هذا ولكن سأتحدث قليلاً عن بعض صفات وخصائص الدواعش.
يشترك الدواعش وكل أصحاب الفكر التكفيري الجهادي في فكره الإقصاء وعدم الاعتراف بالآخر وتكفير المخالفين حتى الإسلاميين منهم واستحلال دماء الآخر واعتبار فكره هو الأصلح للبشرية فقط، بل ويزيد تنظيم داعش عن باقي التنظيمات الجهادية مثل القاعدة وغيرها بأنه يعتبر دمهم حلال طالما لم يبايعوا الخليفة أبو بكر البغدادي، فحتى المسلمون السنة الذين لم يبايعوا أبو بكر البغدادي هم كفار حتى ولو كانوا يشتركون في نفس الفكر الجهادي وفكرة الحاكمية.
ولكن مهلاً.. ما الفارق بين أبو بكر البغدادي وعبد الفتاح السيسي؟؟
أعتقد أنهما يشتركان في الكثير من الصفات، فعلى سبيل المثال يعتبر البغدادي وأتباعه أنه منقذ البشرية رغم كل ما يرتكب من مجازر، وكذلك السيسي يعتبر نفسه منقذ مصر وربما البشرية مستقبلا وإن الله هو الذي ألزمه بهذه المهمة العويصة.
يعتقد البغدادي وأتباعه أن فكرة ونظام دولته يجب أن يسود وأن هذا هو الإسلام، ويعتقد السيسي وأنصاره أنه هو الحقيقة المطلقة وأن كل ما يفكر فيه أو يقترحه أو يأمر به هو الصواب المطلق حتى لو كان هناك ملاحظات للمتخصصين.
يعتقد الدواعش أن الخروج على البغدادي أو الاعتراض على أي إجراءات أو حتى مناقشته هو فتنة.. والفتنة أشد من القتل.. والخروج على الحاكم "أو معارضته" لا تجوز شرعاً، ويرى السيسي وأنصاره أن المعارضة هي شق للصف وتفتيت للجبهة الداخلية وتخريب وخروج عن الإجماع والصالح العام.
لا يهتم البغدادي بأي نقد "من داخل الوسط الجهادي" لعمليات الذبح للمظلومين، ولا يهتم السيسي بأي انتقاد "من داخل النظام أو من المقربين" لتزايد القمع والحبس وتفصيل القوانين وكبت الحريات، فما يفعله السيسي دائمًا هو الصحيح وهو الضرورة وما يشرعه أو يوافق عليه من قوانين سيئة ومشبوهة هو الحق المطلق وعين الصواب.
الدواعش يعتبرون من ليس معهم كافرا حلالا دمه حتى ولو كان جهاديا يحمل نفس المشروع الإسلامي، ويعتبر السيساوية أن كل من ليس معهم فهو خائن وعميل ومتآمر ويجوز حبسه وقمعه سواء كان إخوانيا أو ليبراليًا أو أي شيء.
ولكن هل السيساوية هم فقط من يشتركون مع الدواعش في الصفات والخصائص؟
هل هناك فارق كبير بين الداعشية و"معظم" باقي فصائل الإسلام السياسي حتى المعتدل منه؟
هل الاختلاف في المشروع النهائي أو التوقيت أو التدرج ودرجة الدموية؟ أليست فكرة الحاكمية هي الأساس النظري لمعظم طوائف الاسلام السياسي حتى من يدعى الاعتدال؟ والفارق هو الأسلوب والتوقيت؟
هل كان هناك توافق ومشاركة لا مغالبة في عهد مرسي أم إقصاء وتخوين وأحيانا تكفير؟
حتى التيارات التي تدعي المدنية قديمة وحديثة.. أليس هناك بعض الداعشية بنسب مختلفة؟ هل يستطيع أحد الاختلاف مع الناصريين بدون تخوين له وتشكيك في وطنيته واتهامه بالعمالة للغرب؟ ويشترك في ذلك بعض اليسار.
هل تأييد الليبراليين للعسكر وللقمع والحبس وتخوين المعارضين والإقصاء له علاقة بأي ليبرالية؟
حتى الشباب للأسف تأثر كثيرا بهذا الفكر الإقصائي التكفيري الداعشي، ألم يختلف بعد الثورة شباب الثورة لحد التخوين في بعض الاوقات؟
هل كانت المجموعات التي ترفع شعارات "سلمية ماتت" متسامحة مع حركات اللاعنف؟ أم كان هناك تخوين واتهامات ببيع القضية والتخلي عن الثورة وكأن العنف هو الحل؟!
للأسف داخل كل واحد مننا نسبة دعشنة أو داعشية بدرجات متفاوتة نتيجة الحكم السلطوي الذي استمر لعقود وكذلك لانتشار الفكر الأصولي سواء كان فكر أصولي سلطوي أو ديني او حتى علماني.
تعليقات
إرسال تعليق