قال عدد من وكلاء تجارة الحديد في مصر إنَّ المصانع والشركات
قامت بعمليات خداع واضحة للحكومة المصرية بشأن تخفيض أسعار الحديد بنسبة
تتراوح ما بين 20 إلى 250 جنيهًا، لافتين إلى أن الأسعار تشهد ثباتًا في
الوقت الراهن مخالفة لما تم الاتفاق عليه مع الحكومة.
وقال أحمد الزيني، رئيس شعبة مواد البناء باتحاد الغرف
التجارية، إنَّ شركات الحديد العاملة بالسوق المصرية تثبتت الأسعار خلال
شهر نوفمبر الجاري، مقارنة بأسعار الطن الواحد في شهر أكتوبر الماضي، مؤكدا
أن عملية التخفيض "وهم" وليس له أساس من الصحة.
وأضاف الزيني لـ"مصر العربية" أن رئاسة الوزراء عقدت اجتماعا
مع المصنعين في السوق، خاصة بعد فرض رسوم حماية على واردات الحديد بنحو 280
جنيه للطن، بهدف تخفيض أسعار الحديد، ولكن لم يحدث على أرض الواقع عملية
التخفيض.
وأوضح أن خلال الفترة المقبلة سيقومون بعملية تشحيح للمنتج من
السوق حتى يتسنى لهم رفع السعر بالسوق، بعلة ارتفاع أسعار المواد الخام في
السوق الخارجي، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود.
تلاعب بالأسعار
وفي السياق ذاته قال رمزي بخيت، أحد كبار تجار ووكلاء الحديد،
إنَّ المصانع تلاعب الحكومة حاليًا بتثبيتها سعر منتجاتها في شهر نوفمبر
الجاري عند مستوى 5 آلاف جنيه للطن، لإثبات حسن نيتها في عدم رفع الأسعار
بعد فرض وزارة الصناعة رسوم حماية على الحديد المستورد بقيمة 290 جنيهًا
للطن.
وأوضح أنَّ الأسعار تشهد انخفاضًا وكان يجب على المصانع
المحلية أن تتخذ نفس الخطوة، مشيرًا إلى أنَّ الفترة المقبلة قد تشهد
تزايدا في عمليات البناء من قبل شركات المقاولات خاصة مع اعتزام الحكومة
بناء عدد من مشروعات الإسكان، بما قد يدفع المصانع إلى استغلال الطلب
المتزايد على الحديد والأسمنت وتقوم برفع أسعارها.
انخفاض الأسعار عالميًا
ومن جهته أكد سعد الدسوقي، رئيس شركة السيوف لتجارة حديد
التسليح، أنَّ هناك انخفاضًا بالفعل في أسعار الحديد عالميًا، ولكن المصانع
المحلية تثبتت سعر منتجاتها في الشهر الجاري، لافتًا إلى أنَّ هناك رقابة
شديدة على مصانع الحديد بشكل خاص من قبل الحكومة بعد قرار رسم الحماية على
المستورد لدراسة تأثر الأسواق بهذا القرار.
وأضاف: "تصل أسعار الحديد في السوق المحلي حاليًا إلى حوالي
5030 جنيهًا للطن بحديد عز الدخيلة وكذلك حديد بشاي، بينما سجَّل سعر الطن
حديد المصريين ما يقرب من 5020 جنيهًا للطن، ووصل سعر حديد العتال 4980
جنيها للطن.
استنزاف لدم المصريين
حذر محود العسقلاني، مسؤول حملة مواطنون ضد الغلاء، من رفع
الشركات المصنعة للحديد، الأسعار خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى أن
الأسعار كما هي لم يحدث بها أي تغيير منذ أكتوبر الماضي.
وأضاف لـ"مصر العربية" أنَّ فرض الحكومة رسوم إغراق على
واردات الحديد التركي أمر من شأنه إفساح المجال للشركات العاملة بالسوق
المصري لاستنزاف دم المصريين، مؤكدا أن السوق سيشهد ارتفاعا بالأسعار خلال
الفترة المقبلة.
تعليقات
إرسال تعليق