أدعو إلى التعامل مع الرأى العام بقدر من الحذر والاحترام. ليس فى مصر وحدها ولكن أيضا فى العالم العربى كله. ذلك أننى ألاحظ أن بعض القرارات التى تصدر تعبر عن الاستهانة بالإدراك العام وسوء الظن بوعى الناس وذكائهم. فضلا عن تجاهلها لما حققته ثورة الاتصال وانتشار التعليم من تقدم وتطور ليس فقط فى الوعى ولكن أيضا فى فنون التواصل ونقل المعلومات، وهو ما يسوغ لى أن أقول بأن الناس ليسوا بالسذاجة أو البلاهة التى يتصورها البعض، وأنهم أصبحوا يملكون القدرة على التمييز بين الغث والثمين، وبين الصدق والإخلاص والنفاق والتدليس. وعلى من يشك فى ذلك أن يلقى نظرة على مواقع التواصل الاجتماعى وصفحات الفيس وغير ذلك من الوسائط والمنابر غير الخاضعة للسيطرة والغربلة والتوجيه وإن كانت قابلة للاختراق. لذلك أزعم بأن مجتمعاتنا أصبحت تطالع خطابين يتكلمان بلسانين مختلفين وأحيانا متناقضين. أحدهما يتمثل فى وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة وهذه تعبر عن وجهة النظر الرسمية بدرجة أو أخرى. والثانى يتمثل فى مواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت المنبر الأوسع الذى يعبر عن وجهة نظر المجتمع. ورغم أن تلك المواقع تتعرض للمراقبة ...